Wael , 24y
Alazhar university
medicine faculty


اعرض البروفايل كاملا

جاى شطرنج ؟


رابط مدونة البلوجرز

لو شايف ان المدونة مفيدة الصق الكود فى مدونتك
ليظهر عندك رابط بهذا الشكل




اشكال بديلة اخرى من هـنـا


ضع ايميلك لتصلك احدث المواضيع

اكتب ايميلك هنا

تصفح مدونتك او اى مدونة من هنا مباشرة

ضع هنا اسم مدونتك http://.blogspot.com 

+ + + + +
Share/Save/Bookmark

الجمعة، ٣ أبريل ٢٠٠٩

هُـراء


كان الجو لطيفا فى تلك الليلة التى جلست انا وهو معا على سطح بيته فى انتظار وليمة العشاء , والتى دعانى هو اليها بعد غياب سنتين كاملتين لم اره فيهما , و من فوق خمسة ادوار كاملة يمكنك ان ترى " امبابة " كلها بمعالمها الساحرة وشوارعها الخلابه والاضواء فى كل مكان وكانها قطعة من شبرا الخيمة , كان الجو ساحرا بحق , جهز هو طاولة خشبية بسيطة وانتشلت انا جريدة " أهرام " قديمة من زاوية ما ,فررتها ونزعت منها ورقتين من المنتصف اعرفهما جيدا ولا اقرأهما , ورقتى المال والاقتصاد غديمتا الفائدة , وفرشتهما على الطاولة المحترقة الاطراف بانتظام , بينما ذهب هو لياتى بالطعام من مطعم مجاور.
نسمة هادئة اتت من مكان ما - اظنه الركن الممتلئ بالقاذورات هناك - لتشعل فى قلبى ذكريات الطفولة البريئة التى عشتها فى حوارى منطقتنا , اه , اين تلك الايام الخوالى التى كنا نقضيها فى لعب الكرة والبلى - مسافات طويلة - والطائرات الورقية والبوكيمون والنحل واشياء اخرى ؟!! اين تلك الـ .. لكن رائحة الطعام القادمة من بعيد اوقفت ذلك القطار من المشاعر القديمة , وضحك هو حينما رآنى سارحا :
- ايه حنيت لايام زمان ؟ طب يلا تلاقيك واقع .
وبالفعل كنت " واقعا " على حد تعبيره , اراح الصينية التى فى يديه على ورقتى الاقتصاد والمال فى مشهد ساخر , ممممممم طبق سطلة , طبق فول بالزيت الحار , طبق طعمية , طبق مسقعة , بصلتين واربع أرغفة عيش عفى عليهن الدهر واكاد اقسم انهن قد اكلن بالفعل من اكثر من شخص قبل ذلك .
كانت الرائحة فخيمة - لا تسالنى كيف - واضواء اللمبة النايلون الـ 120 سنتى بأعلى الحائط كانت تتساقط على حبيبات الفول البنيه بشكل انسيابى غاية فى السحر , لتجعلها تبدو كالؤلؤ الغارق فى براكين من الزيت الحار الذهبى - تخيل معى - اما حبيبات الطعميه فكانت كالجنيهات الذهبيه تحت اضواء القمر البازغ تلك الليلة , اما ارغفة العيش التى تتكون من النشويات وبرادة الحديد , كانت فى تلك الليلة تبدو وكانها خلقت من اجود انواع الجاتوه بيدى اشهر طباخين باريس ,اما البصل , البصل ياعزيزى كان كالــ ...
- ايه ياعم , ما تتنيل تطفح قبل الاكل ما يتنيل يبرد , فى ام الليله السودا دى .
كان هذه هو بالطبع , اقتحم على ميكروباص المشاعر الفياضة الذى كنت اركبه بدون سابق انذار او اجرة راكب , يالك من شنقيط , قلتها فى سرى بالطبع حتى لا يحسبها - هذا الشنقيط - كلمة امدحه بها لا سمح الله .
تناولت قطعة جاتوه من امامى كى اغمس بها تلك اللآلئ المتراقصة فى البركان الذهبى من الزيت الميكانيكى الحار , قطعة جاتوه اخرى اغمس بها من طبق المسقعة والتى لا يعلم الا الله وعامل المطعم سر خلطتها . قطعة جاتوه اخرى مع جنيه ذهبى اخر , لقد اصبحت معدتى شوالا من الكنوز , لا ينقصنى الان الا غمسة اخيرة من طبق السلطة الذى كان بعيدا عنى قليلا , لقد اخذه هذا الشنقيط الى جانبه , ولانى لست شنقيطا فقد اثرت الأدب وقلت بصوت هادئ :
- ناولنى طبق السلطة اللى قصادك ده .
ناولنى اياه , كانت مزيجا من طماطم يبدو انها زرعت فى الصومال , وشرائح من الخيار و "الخص" الاخضر المهترئين , وبضعة ملوثات اخرى .
فتبسم هو ساخرا وقال - وقطع من الجنيهات الذهبيه تتناثر من فمه بانتظام - :
- يكونشى هو ده تداول " السلطة " اللى بيقولوا عليه ؟!!
وانفجرنا معا فى الضحك , وتناثرت شلالات من اللآلئ والجنيهات الذهبيه من فمنا نحن الاثنين على المائدة فى شكل ساحرى خلاب . وقلت :
- نعم بلا شك .
وتناولت شريحة " خص " بيدى ورفعتها بيننا قائلا :
-اتدرى ؟ وهذه هى " الخصخصة " بعينها .
فانفجرنا مرة اخرى وانفجرت شلالات اخرى , كنا قد وصلنا الى ذروة او قمة النشوة التى يتحدث عنها علماء التغذية فى مصر نتيجة حبيبات الفول الساحرة تلك وحبيبات الطعمية الذهبية - والتى كانت اقراصا بالماضى وصارت الان حبوبا , ربما بفعل عوامل النحت والتعريه .
انتهينا من الطعام , واكمالا للقافية التى بدأناها قال هو فى مزيد من السخريه :
- تعالا بقا عشان نرفع " طاولة المفاوضات " دى .
- نياههههههههههههه يالك من شنقيط . ولكنها جهرية هذه المرة
ذهب هو ليعد الشاى العتيق ابو نعناع لتدفئة الجو , وركبت انا ميكروباص خيالاتى مرة اخرى ,
كم اتمنى وجود كاسيت قديم - لابد ان يكون قديما - وشريط هالك به اغنية الاطلال لام كلثوم

وانتبهنا بعدما زال الرحيـق
وأفـقـنـا لـيـت أنـّا لانـفـيـق
يقظة طاحت بأحلام الكرى
وتولى الليل والليل صديـق


كم اتمنى لو انغمست فى غياهب هذا الليل الحالك , تاركا ورائى كل ما يصلنى بكوكب الارض الضيق , حتى الموبايل السونى اريكسون ساغلقه وارحل عن هذا العالم السخيف , فلتنشدى يا ام كلثوم على بقايانا , ولتعربدى ايتها الرياح فى تلك السماء الفسيحة , ولتعوى ايها الليل على الـ ....
- اتفضل ياسيدى الشاى .
- يوووووه .. يالك من قرنبيط .
كنا لا نزال فى حالة من النشوة , ازحنا كراسينا باتجاه سور السطح المطل على الحارة الضيقة , وفى يد كل منا كوب شاى تصدح منه رائحة النعناع القوية , تنسيك بأن الشاى " ناقص سكر " , هل حقا باتت التوابل اهم شئ لدى الاسرة المصرية ؟ دعنا لا نوغل فى السياسة اكثر من ذلك , ولنستمتع بجو " امبابة " الساحر ونلك الادخنة المتصاعده من اماكن عده هى خليط من بانجو ومكيفات اخرى , يبدو ان هناك بؤرة من الشباب قريبة من هنا ,اعتدلت وقلت له :


.... يمكن يتبع

اضغط على عنوان البوست لتظهر التعليقات

نص كلمة


0 Online Users